مرحباً بكم فى جمعية حضارات للتراث

جمعية حضارات للتراث في حائل: ركيزة وطنية للحفاظ على الموروث الثقافي والفني السعودي وسط تطورات تنموية سريعة

في قلب منطقة حائل، التي تُعد مهدًا للحضارات القديمة والتراث الشعبي السعودي، تبرز جمعية حضارات للتراث ككيان تعاوني يجسد الالتزام الوطني بحفظ وتوثيق الموروث الثقافي. تأسست الجمعية بموجب قرار وزاري من وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية رقم (53648) في 18/4/1446هـ، وتعمل تحت إشراف وزارة الثقافة ومركز التنمية الاجتماعية بحائل، لتكون جسراً بين الماضي العريق والمستقبل المشرق، مستلهمة رؤية المملكة 2030 التي تؤكد على تعزيز الهوية الثقافية كركيزة للتنمية المستدامة. برئاسة الأستاذ الدكتور خليف بن صغير الشمري، ومجلس إدارة يضم 13 عضواً من الخبراء والأكاديميين، تسعى الجمعية إلى إحياء التراث الفني والشعبي من خلال برامج متخصصة في التوثيق، التدريب، والفعاليات الثقافية، مما يجعلها نموذجاً للعمل الجماعي في خدمة الوطن.

تتميز جمعية حضارات للتراث برؤيتها الطموحة التي ترمي إلى “الارتقاء بالهوية والتراث الثقافي الوطني، وعياً وممارسة وإبرازها إقليمياً ودولياً”، ورسالتها التي تركز على “التعريف بالحضارة الوطنية وتنمية الوعي بأهميتها، وترسيخ طبيعتها التراثية مع الحقول المعرفية الأخرى، وإنشاء قواعد بيانية مترجمة بالتعاون مع مختلف المؤسسات المعنية”. هذه الرؤية تتجسد في قيم أساسية مثل الوطنية، التي تعزز الانتماء والاعتزاز بالهوية؛ والمسؤولية، التي تلتزم بالواجبات تجاه المجتمع؛ والإتقان، الذي يضمن أعلى معايير الجودة؛ والإبداع، الذي يدفع نحو حلول مبتكرة؛ والشمولية، التي تضمن التنوع والاندماج دون تمييز. منذ تأسيسها، حققت الجمعية تقدماً ملحوظاً في توثيق الموروث الفني السعودي، بما في ذلك الفلكلور، الأهازيج الشعبية، الحكايات، والروايات الشعبية، مع الحفاظ على التراث بمكوناته التاريخية، السوسيولوجية، العلمية، الأدبية، الفنية، والشعبية.

في سياق أنشطتها، شاركت الجمعية في فعاليات كبرى مثل رالي حائل الدولي 2025، حيث قدمت أفلاماً وثائقية قصيرة عن حضارة حائل عبر العصور، وعرضت مجموعة من النقود المعدنية المتداولة في أسواق حائل القديمة، بالإضافة إلى لوحات توضيحية عن جبال أجا وسلمى، وصوراً للنقوش والرسوم الصخرية في جبة والشويمس. كما أطلقت الجمعية حملات تدريبية للحرفيين التقليديين، مثل ورش عمل في صناعة الخزف والنسيج، وبرامج للاعتراف بالحرفيين من خلال جوائز وشراكات مع بنك التنمية الاجتماعية. وفي لقاء تاريخي، استقبل صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعد أمير منطقة حائل رئيس الجمعية وأعضاء مجلس الإدارة في أبريل 2025، حيث استعرضوا مراحل التأسيس والخطط المستقبلية، مؤكدين التزام الجمعية بأهداف التنمية الوطنية ورفع الوعي بالتراث.

معتمدة على خطتها الاستراتيجية الخمسية التي بدأت في 2025، تهدف الجمعية إلى تحقيق أربعة أهداف رئيسية: المساهمة الحضارية في مسيرة التنمية الوطنية من خلال مبادرات التمكين والتمثيل الوطني؛ قيادة التأثير المعرفي والمجتمعي من خلال الشراكات والتقنيات الحديثة؛ تحقيق التنوع الاستثماري والاستقرار المالي عبر إدارة الموارد والحوكمة؛ والريادة الرقمية من خلال احتضان التقنيات وتنمية المهارات المهنية. هذه الأهداف تتكامل مع نقاط القوة الداخلية مثل مجلس إدارة مؤهل ورؤية واضحة، ومواجهة الضعف مثل بناء شراكات جديدة وخطط الاستدامة المالية. كما تستفيد الجمعية من الفرص الخارجية مثل السياسات الحكومية الداعمة ودعم بنك التنمية، مع مواجهة التحديات مثل المنافسة في تقديم الاستشارات.

في مجال الاستقطاب، تسعى الجمعية لضم كوادر متخصصة من رجال الأعمال، المتخصصين في الثقافة والتاريخ، والخبراء في التقنية والإعلام، مع شروط عضوية تشمل الجنسية السعودية، العمر فوق 18 عاماً، والالتزام بالاشتراك. من خلال طرق الاستقطاب مثل التنسيق مع مجلس الجمعيات التعاونية والتواصل عبر الوسائل الحديثة، حققت الجمعية توسعاً في عضويتها، مما عزز من قدرتها على تنفيذ مبادرات مثل نشر الحرف التقليدية وتقديم البحوث الاستشارية.

في الآونة الأخيرة، شهدت الجمعية تطورات بارزة، مثل اعتماد تشكيل مجلس إدارتها في نوفمبر 2024، ومشاركتها في ملتقى الحرفيين بحائل في أكتوبر 2025، حيث عرضت أعمالاً حرفية تقليدية. كما شارك أعضاؤها في اليوم العالمي للتراث في أبريل 2025، وأطلقت دورات تدريبية مثل “دليلك الشامل للنجاح في عالم الأعمال” بالتعاون مع بنك التنمية. هذه الجهود تؤكد دور الجمعية في تعزيز الوعي بالتراث، خاصة مع اكتشافات هيئة التراث في حائل مثل الفنون الصخرية البالغة 12,800 سنة، التي نشرت في مجلة نيتشر، مما يبرز أهمية المنطقة كمركز حضاري عالمي.

مع استمرار الجمعية في تنفيذ خططها، تظل ملتزمة بتحويل التراث إلى قيمة استثمارية تنموية، مساهمة في رؤية المملكة 2030، ومؤكدة أن حائل ليست مجرد منطقة جغرافية، بل حضارة حية تروي قصة شعب يفخر بماضيه ويبني مستقبله.

الأعلىtop