تراثنا ليس ماضٍ نحتفي به، بل هو أساس نبني عليه مستقبلنا، وهويتنا التي نستمد منها ثباتنا واعتزازنا.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد
الحمد لله الذي سخّر لنا في هذا الوطن المبارك قيادة حكيمة أولت التراث والهوية الوطنية مكانةً رفيعة في بناء الحاضر واستشراف المستقبل.
إنه لمن دواعي الفخر والاعتزاز أن أكون أحد أفراد هذا الصرح المبارك "جمعية حضارات للتراث"، التي انطلقت برؤيةٍ طموحةٍ تستلهم أصالة الماضي، وتستشرف آفاق المستقبل، وتسعى إلى جعل التراث السعودي حيًّا نابضًا في وجدان الأجيال، ومصدر إلهامٍ وإبداعٍ للتنمية الوطنية المستدامة.
لقد رسمت الجمعية أهدافها منذ تأسيسها على يد نخبة من المؤسسين المخلصين، وبرؤيةٍ ثاقبةٍ من رئيس مجلس إدارتها، لتكون منارة للوعي الثقافي، ومؤسسةً تُعنى بصون التراث المادي والمعنوي، وتوثيقه وإبرازه بأساليب حديثة تجمع بين البحث العلمي والتقنية والإبداع.
ونحن اليوم نواصل مسيرة العمل بروح الفريق الواحد، واضعين نصب أعيننا أن التراث هو الذاكرة الحيّة للوطن، وأن المحافظة عليه ليست مسؤولية توثيقية فحسب، بل رسالة وطنية تتطلب عملاً مؤسسيًا منظمًا، وشراكاتٍ فاعلة مع الجهات الحكومية والخاصة، لتوسيع دائرة الأثر وتعزيز الهوية الثقافية في المجتمع.
وستعمل الجمعية، بهمة رئيسها ومؤسسيها وأعضائها، على تنفيذ برامج نوعية ومبادرات مستدامة تسهم في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، من خلال استثمار الطاقات الوطنية الشابة، وتمكينها من توظيف التقنيات الحديثة – ومنها تقنيات الواقع المعزز والرقمنة – في إبراز الموروث الوطني بصورةٍ تليق بعراقته وتواكب روح العصر.
وإذ نمضي في هذه المسيرة المباركة، نؤكد التزامنا الراسخ بالعمل الجاد والمسؤول، وبمواصلة السعي نحو التميّز المؤسسي والريادة في مجال العناية بالتراث الوطني، وفاء لتاريخنا المجيد، وإسهامًا في بناء مستقبل يزهو به الوطن وأبناؤه.
وفي الختام، نسأل الله أن يوفقنا لتحقيق تطلعات مجلس الإدارة، وأن يسدد خطى كل من أسهم في دعم هذه الجمعية المباركة، وأن يديم على وطننا الغالي أمنه وعزّه وازدهاره.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته